الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الحديث 93


93-عَنْ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 
«إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ»

متفق عليه
فائدة : ١-مشروعية تحية المسجد وكونها سنة مؤكدة لأمره - صلى الله عليه وسلم - بها في هذا الحديث وغيره ، وقد اتفقوا على أن الأمر بها للندب و الظاهر من حمله على الوجوب

٢-أن الأمر بتحية المسجد في هذا الحديث عام شامل لجميع الأوقات ، ولكن هناك أحاديث أخرى ورد فيها النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس ، وعند غروبها ، وبعد صلاة الصبح والعصر ، وعند خطبة الجمعة نهيا عاما شاملا لجميع النوافل
📙منار القارئ شرح مختصر صحيح البخاري/ القاسم
هذا ورد على سبب، وهو
‏"‏ أن أبا قتادة دخل المسجد فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا بين أصحابه فجلس معهم، فقال له‏:‏ ما منعك أن تركع‏؟‏ قال‏:‏ رأيتك جالسا والناس جلوس‏.‏ قال‏:‏ 
فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين ‏"‏ أخرجه مسلم‏.‏
وعند ابن أبي شيبة من وجه آخر عن أبي قتادة ‏
"‏ أعطوا المساجد حقها، قيل له‏:‏ وما حقها‏؟‏ قال ركعتين قبل أن تجلس‏"‏‏.📕فتح الباري لشرح صحيح البخاري

📌فتوى
حكم تحية المسجد أثناء الخطبة
لقد دار نقاش بيني وبين بعض الإخوان المصلين بمسجد [ فتنة ] ريفي قروي بجمهورية السودان الديمقراطية حول صلاة الركعتين عند الدخول للمسجد والإمام يخطب ، أرجو من سماحة الشيخ الفتوى حول ذلك الموضوع ، وهل هي جائزة أم لا ، علما بأن الأخوة المصلين أولئك في ذلك المسجد العتيق على مذهب الإمام مالك [ مالكيون] ؟
السنة عند دخول المسجد أن يصلي الداخل ركعتين تحية المسجد ولو كان الإمام يخطب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)) أخرجه الشيخان في الصحيحين. ولما روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما))وهذا نص صريح في المسألة لا يجوز لأحد أن يخالفه ، ولعل الإمام مالكا رحمه الله لم تبلغه هذه السنة إذ ثبت عنه أنه نهى عن الركعتين وقت الخطبة؛ وإذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز لأحد أن يخالفها لقول أحد من الناس كائنا من كان؛ لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ولقوله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ  .  ومعلوم أن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم من حكم الله عز وجل. لقوله سبحانه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ... والله ولي التوفيق .

📚نشرت في ( كتاب الدعوة ) ، الجزء الأول ص ( 52 )
- مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الثاني عشر للشيخ ابن باز

والحديث في معناه:يشبه المعنى المقصود من قول الله جل وعلا: {أَوَمَن كَانَ مَيتًا فَأَحيَينَهُ وَجَعَلنَا لَهُ نُورًا يَمشَي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيسَ بِخَارِجٍ منهَا} (الأنعام:122)، حيث تشبّه الآية الكريمة الكافر بالميت، وتشبّه الهداية إلى الإسلام بالحياة، أي أن المؤمن المهتدي قبل هدايته كان بمنزلة الميت، وبعد ذلك ونتيجة لاهتدائه أعطي نورًا يهتدي به في مصالحه.

والمراد بالذكر :
الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها، مثل التسبيح والتحميد والحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، كما أن الذكر يطلق على المواظبة على العمل بما أمر الله تعالى به، كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والصلاة النافلة.

كما أن الذكر أنواع: منه الذكر باللسان.... والذكر بالقلب.... والذكر بالجوارح.الذكر اللسان: كل الألفاظ الدالة عليه من التحميد والتسبيح والتمجيد. والذكر بالقلب: يكون بالتفكر في أسرار المخلوقات والكون. والذكر بالجوارح: يكون باستغراقها في الطاعات التي أمر الله تعالى بها

فضل الذاكر :
ويَكفي الذاكر فضيلة أن الله تعالى يذكره، قال تعالى: {فَاذكُرُونِي أَذكُركُم} (البقرة:152)، ففي الآية بيان لشرف الذكر والذاكرين.وكما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا مَعَه إِذا ذكرَنِي، فإِنْ ذكرَنِي في نفْسِهِ ذكرْتهُ في نفْسِي، وَإِنْ ذكرَنِي في ملأ ذكرْتهُ في ملأ خيْرٍ منهم، وَإِنْ تقَرَّبَ إلي شبرا تَقرَّبْت إليه ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقرَّبَ إلي ذِرَاعًا تَقرَّبْت إليه بَاعًا، وَإِنْ أَتانِي يَمْشِي أَتيْتهُ هَرْوَلةً) رواه البخاري.

📚مقالات إسلام ويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق