الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الحديث 61


61-عن أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 " مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ  "  

  متفق عليه
61- فائدة حديث "الحث على الزرع والغرس"

الزرع والغرس فيه الخير الكثير ، فيه مصلحة في الدين ، ومصلحة في الدنيا .
أما مصلحة الدنيا :فما يحصل فيه من إنتاج ، ومصلحة الغرس والزرع ليست كمصلحة الدراهم والنقود ، لأن الزرع والغرس ينفع نفس الزارع والغارس ، وينفع البلد كله ، كل الناس ينتفعون منه ، بشراء الثمر ، وشراء الحب ، والأكل منه ، ويكون في هذا نمو للمجتمع وكثرة لخيراته ، بخلاف الدراهم التي تودع في الصناديق ولا ينتفع بها أحد .
أما المنافع الدينية : فإنه إن أكل منه طير ؛ عصفور ، أو حمامه ، أو دجاجة ، أو غيرها ولو حبة واحدة ، فإنه له صدقة ، سواء شاء ذلك أو لم يشأ ، حتى لو فرض أن الإنسان حين زرع أو حين غرس لم يكن بباله هذا الأمر ، فإنه إذا أكل منه صار له صدقة ، وأعجب من ذلك لو سرق منه سارق ، كما لو جاء شخص مثلاً إلى نخل وسرق منه تمراً ، فإن لصاحبه في ذلك أجراً ، مع أنه لو علم بهذا السارق لرفعه إلى المحكمة ، ومع ذلك فإن الله تعالى يكتب له بهذه السرقة صدقة إلى يوم القيامة !كذلك أيضاً إذا أكل من هذا الزرع دواب الأرض وهوامها كان لصاحبه صدقة . ففي هذا الحديث دلاله واضحة على حث النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ على الزرع وعلى الغرس، لما فيه من المصلحة الدينية والمصالح الدنيوية.

شرح رياض الصالحين / ابن عثيمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق