الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الحديث 14



  14- عَن أبي هريرة رضي الله عنه، 
أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: 

«حُجِبَتِ النَّارُ بالشَّهَوات ِ، وَحُجِبَتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِه "ِ

(متفق عليه) البخاري / الرقاق / 6487
 مسلم / الجنه ونعيمها / 7130

فوائد:
"حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات" هكذا رواه مسلم. "حفت"
    ووقع في البخاري حفت، ووقع فيه أيضا حجبت وكلاهما صحيح.
🌱قال العلماء: هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها صلى الله عليه وسلم من التمثيل الحسن،ومعناه لا يوصل الجنة إلا بارتكاب المكاره، والنار بالشهوات
      وكذلك هما محجوبتان بهما،
فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب.
📍 فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره📍وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات،
* فالنار قد احيطت بالشهوات.   * والجنه قد احيطت بالمكاره.
الشهوات: هي ما تميل إليه النفس من غير عقل، ولا تبصر.
                    ولا مراعاة لدين، ولا مراعاة لمروءة.
والمكاره :ما تكرهه النفوس.
فأما المكاره فيدخل فيها إِلاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها
    
والصبر على مشاقها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة
    
والإحسان إلى المسيء والصبر عن الشهوات ونحو ذلك.
 
وأما الشهوات التي النار محفوفة بها فالظاهر أنها الشهوات المحرمة.
      
كالخمر والزنا والنظر إلى الأجنبية والغيبة واستعمال الملاهي
      
ونحو ذلك.
سؤال: ولكن ما دواء هذه الشهوة التي تميل إليها النفس
                الأمارة بالسوء ؟
الإجابة: دواؤها ما بعدها، قال: (وحفت الجنه بالمكاره) أو حجبت لأن الباطل محبوب للنفس الأمارة بالسوء، والحق مكروه لها، فإذا تجاوز الإنسان هذا المكروه وأكره نفسه الأمارة بالسوء على فعل
      الواجبات وعلى ترك المحرمات، فحينئذ يصل إلى الجنة.
مثال للمكروهات :
📍 تجد الإنسان يستثقل الصلوات مثلاً ، ولا سيما في أيام الشتاء وأيام البرد ، ولا سيما إذا كان في الإنسان نوم كثير، بعد تعب وجهد ، فتجد الصلاة ثقيلة عليه ، ويكره أن يقوم ويترك الفراش اللين الدافئ ، ولكن إن هو كسر هذا الحاجب ، وقام بهذا المكروه ؛ وصل إلى الجنة .🌱شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين🌱وشرح بن حجر🌱قال النووي  :
لا يوصل إلى النار إلا بتعاطي الشهوات ،
و لا إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات " ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق