الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الحديث 86

86 -عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
«إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنْ النَّاسِ، فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ .»
متفق عليه.... البخاري / الصلاة
فوائد الحديث:معنى " يستره " أي جَعَله سِترة بينه وبين الناس .
أي جَعَل في قِبلتِه ما يستره من الناس ، وما يَسمح بمرور الناس من أمام سترته .
في مُدافعة المار ومَنْعِه.
يبدأ بالأخفّ ، وهو الدّفع ، أي أن يردّه ، فيَضَع المصلي يدَه دون من يُريد أن يمرّ .فإن أصرّ فليُدافِعه ، وهذا عمل في الصلاة لمصلحة الصلاة.
 فإن أبى وأصرّ (فليُقاتِله.) معنى المقاتَلة هنا: 

🔸قال القرطبي: وقوله: " فليقاتله " أي يزيد في دفعه الثاني أشد من الأول .
واجمعوا على أنه لا يلزمه أن يُقاتِله بالسلاح لمخالفة ذلك لقاعدة الإقبال على الصلاة، والاشتغال بها، والخشوع فيها .
🔸نقله ابن حجر في الفتح .
هذا لا شك أنه يدل على عِظم حرمة المسلم ، وعِظم الصلاة وشأنها ، حتى إنه ليُدافَع المار ويُقاتَل.
 قوله: " فإنما هو شيطان "

قال القاضي : 🔸قيل معناه إنما حمله على مروره وامتناعه من الرجوع الشيطان . 🔸وقيل: معناه يَفعل فِعل الشيطان ، لأن الشيطان بعيد من الخير وقبول السنة🔸وقيل: المراد بالشيطان القرين كما جاء في الحديث الآخر: " فإن معه القرين " والله أعلم .
أفاده النووي.والأقرب في هذه التأويلات أنه يَفعل فِعل الشيطان ، لأن الشيطان هو الذي يُحاول قطع الصلاة ، ولأنه يمرّ بين الصفوف.
ويُمكن الجمع بين هذه الروايات أن المارّ يَفعل فِعل الشيطان ، فيُقال له: شيطان ، كما يُقال لمن يفعل أفعال الجاهلية: جاهل. ويكون مع ذلك معه القرين

📚شرح أحاديث عمدة الأحكام /عبد الرحمن السحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق