الأربعاء، 27 أغسطس 2014


26- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ»
مسلم / الإيمان / 54
فوائد:
ففي هذا دليل على:
- أن المحبة من كمال الإيمان ،
- وأنه لا يكمل إيمان العبد حتى يحب أخاه ،
- وأن من أسباب المحبة أن يفشي الإنسان السلام بين إخوانه ،
** أي : يظهره ويعلنه ، ويسلم على من لقيه من المؤمنين ، سواء عرفه أو لم يعرفه ، فإن هذا من أسباب المحبة ،
🌿ولذلك إذا مر بك رجل وسلم عليك أحببته ،
         وإذا أعرض ؛ كرهته ولو كان أقرب الناس إليك .
🌿 فالذي يجب على الإنسان ؛ أن يسعى لكل سبب يوجب المودة والمحبة بين المسلمين ؛
وليس من المعقول ولا من العادة أن يتعاون الإنسان مع شخص لا يحبه ، ولا يمكن التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى إلا بالمحبة ، 
🌿ولهذا كانت المحبة في الله من كمال الإيمان .
شرح رياض الصالحين / الشيخ لبن عثيمين
(3 / باب فضل الحب في الله والحث عليه)

مبحث خاص عن صفة الفرح لله
فلا شك في ثبوت صفة الفرح لله تعالى
كما في قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ ...  الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ولا يُقال إن فرح الله كفرحنا، وليس في الحديث ما يفيد هذا، والله تعالى ليس كمثله شيء، والحديث يبين أن فرح الله تعالى أشد من فرح ذلك الرجل الذي وجد ضالته وليس فيه أنه مثله في الصفة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
في هذا الحديث: إثبات الفرح لله عز وجل؛ فنقول في هذا الفرح: إنه فرح حقيقي، وأشد فرح، ولكنه ليس كفرح المخلوقين.
- الفرح بالنسبة للإنسان هو نشوة وخفة يجدها الإنسان من نفسه عند حصول ما يسره، ولهذا تشعر بأنك إذا فرحت بالشيء كأنك تمشي على الهواء،
- لكن بالنسبة لله عز وجل لا نفسر الفرح بمثل ما نعرفه من أنفسنا؛ نقول: هو فرح يليق به عز وجل؛ مثل بقية الصفات؛ كما أننا نقول: لله ذات، ولكن لا تماثل ذواتنا؛ فله صفات لا تماثل صفاتنا؛ لأن الكلام عن الصفات فرع عن الكلام في الذات.
** فنؤمن بأن الله تعالى له فرح كما أثبت ذلك أعلم الخلق به، محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما ينطق به عليه الصلاة والسلام. اهــ.    والله تعالى أعلم.

الفرح والضحك:
📍عند أهل السنة حقيقيا يليق بجلاله، ولا يعلم كيفيته.
- الفرح ودليله قوله صلى الله عليه وسلم  : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته ..)
- وهو فرح حقيقي يليق بالله ولا يصح  تفسيره بالثواب ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف.
📍 ونحن على خطر إذا قلنا: المراد بالفرح الثواب؛ لأن أهل التحريف يقولون: إن الله لا يفرح، والمراد بفرحه: إثابته التائب، أو: إرادة الثواب؛ فيقولون في الفرح: إنه الثواب المخلوق، أو: إرادة الثواب.
 📍ونحن نقول: المراد بالفرح: الفرح حقيقة؛ مثلما اراد الله عز وجل: نفسه حقيقة، ولكننا لا نمثل صفاتنا بصفات الله أبداً.
📍ويستفاد من هذا الحديث:
مع إثبات الفرح لله عز وجل: كمال رحمته جل وعلا ورأفته بعباده؛ حيث يحب رجوع العاصي إليه هذه المحبة العظيمة، هارب من الله، ثم وقف ورجع إلى الله، يفرح الله به هذا الفرح العظيم.
📍ومن الناحية المسلكية:
يفيدنا أن نحرص على التوبة غاية الحرص، كلما فعلنا ذنباً؛ تبنا إلى الله.


شرح العقيده الواسطيه لابن تيميه. / لابن عثيمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق